ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﻤﺴﺘﻨﺼﺮ ﺑﺎﻟﻠﻪ
ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺑﺎﻷﻧﺪﻟﺲ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻌﺎﺹ ﺍﻟﻤﺴﺘﻨﺼﺮ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺍﻟﻨﺎﺻﺮ ﺍﻷﻣﻮﻱ ﺍﻟﻤﺮﻭﺍﻧﻲ ﺑﻮﻳﻊ ﺑﻌﺪ ﺃﺑﻴﻪ ﻓﻲ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﺳﻨﺔ ﺧﻤﺴﻴﻦ ﻭﺛﻼﺙ ﻣﺌﺔ ﻭﻛﺎﻥ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﺴﻴﺮﺓ ﺟﺎﻣﻌﺎ ﻟﻠﻌﻠﻢ ﻣﻜﺮﻣﺎ ﻟﻸﻓﺎﺿﻞ ﻛﺒﻴﺮ ﺍﻟﻘﺪﺭ ﺫﺍ ﻧﻬﻤﻪ ﻣﻔﻄﺮﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﻔﻀﺎﺋﻞ ﻋﺎﻛﻔﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻄﺎﻟﻌﺔ ﺟﻤﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﺠﻤﻌﻪ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻠﻮﻙ ﻻ ﻗﺒﻠﻪ ﻭﻻ ﺑﻌﺪﻩ ﻭﺗﻄﻠﺒﻬﺎ ﻭﺑﺬﻝ ﻓﻲ ﺍﺛﻤﺎﻧﻬﺎ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ﻭﺍﺷﺘﺮﻳﺖ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﻟﺒﻌﻴﺪﺓ ﺑﺄﻏﻠﻰ ﺍﻷﺛﻤﺎﻥ ﻣﻊ ﺻﻔﺎﺀ ﺍﻟﺴﺮﻳﺮﺓ ﻭﺍﻟﻌﻘﻞ ﻭﺍﻟﻜﺮﻡ ﻭﺗﻘﺮﻳﺐ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺃﻛﺜﺮ ﻋﻦ ﺯﻛﺮﻳﺎ ﺑﻦ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﻭﺃﺟﺎﺯ ﻟﻪ ﻗﺎﺳﻢ ﺑﻦ ﺛﺎﺑﺖ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﺪﻻﺋﻞ ﻓﻲ ﻏﺮﻳﺐ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻭﻛﺘﺐ ﻋﻦ ﺧﻠﻖ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻨﻬﻢ ﻗﺎﺳﻢ ﺑﻦ ﺃﺻﺒﻎ ﻭﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺍﻟﺨﺸﻨﻲ ﻭﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺩﺣﻴﻢ ﻭﻟﻘﺪ ﺿﺎﻗﺖ ﺧﺰﺍﺋﻨﻪ ﺑﺎﻟﻜﺘﺐ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺻﺎﺭﺕ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﺁﺛﺮﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﻟﺬﺍﺕ ﺍﻟﻤﻠﻮﻙ ﻓﻐﺰﺭ ﻋﻠﻤﻪ ﻭﺩﻕ ﻧﻈﺮﻩ ﻭﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﻳﺪ ﺑﻴﻀﺎﺀ ﻓﻲ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻭﺍﻷﻧﺴﺎﺏ ﻭﺍﻷﺧﺒﺎﺭ ﻭﻗﻠﻤﺎ ﺗﺠﺪ ﻟﻪ ﻛﺘﺎﺑﺎ ﺇﻻ ﻭﻟﻪ ﻓﻴﻪ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﺃﻭ ﻧﻈﺮ ﻣﻦ ﺃﻱ ﻓﻦ ﻛﺎﻥ ﻭﻳﻜﺘﺐ ﻓﻴﻪ ﻧﺴﺐ ﺍﻟﻤﺆﻟﻒ ﻭﻣﻮﻟﺪﻩ ﻭﻭﻓﺎﺗﻪ ﻭﻳﺄﺗﻲ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺑﻐﺮﺍﺋﺐ ﻻ ﺗﻜﺎﺩ ﺗﻮﺟﺪ ﻭﻣﻦ ﻣﺤﺎﺳﻨﺔ ﺃﻧﻪ ﺷﺪﺩ ﻓﻲ ﻣﻤﻠﻜﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﺑﻄﺎﻝ ﺍﻟﺨﻤﻮﺭ ﺗﺸﺪﻳﺪ ﻋﻈﻴﻤﺎ ﻭﻛﺎﻥ ﺃﺧﻮﻩ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﺑﺎﻟﻮﻟﺪ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻤﻮﺫﺟﻪ ﻓﻲ ﻣﺤﺒﺔ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻓﻘﺘﻞ ﻓﻲ ﺃﻳﺎﻡ ﺃﺑﻴﻪ ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﺴﺘﻨﺼﺮ ﻣﻮﺛﻘﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻨﻘﻠﻪ ﺫﻛﺮﻩ ﺍﺑﻦ ﺍﻵﺑﺎﺭ ﻓﻲ ﺗﺎﺭﻳﺨﻪ ﻭﻗﺎﻝ ﻋﺠﺒﺎ ﻻﺑﻦ ﺍﻟﻔﺮﺿﻲ ﻭﺍﺑﻦ ﺑﺸﻜﻮﺍﻝ ﻛﻴﻒ ﻟﻢ ﻳﺬﻛﺮﺍﻩ ﻣﻮﻟﺪﻩ ﻓﻲ ﺳﻨﺔ ﺍﺛﻨﺘﻴﻦ ﻭﺛﻼﺙ ﻣﺌﺔ ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﻴﺴﻊ ﺑﻦ ﺣﺰﻡ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻋﺎﻟﻤﺎ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﻟﻠﺤﺪﻳﺚ ﻓﻄﻨﺎ ﻭﺭﻋﺎ ﻭﻓﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﺑﻮ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻘﺎﻟﻲ ﻭﺃﺑﻮ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺰﺑﻴﺪﻱ ﻭﻏﻴﺮﻫﻤﺎ ﻭﻟﻤﺎ ﺗﻮﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻣﻨﺬﺭ ﺑﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﺍﺳﺘﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﻔﻘﻴﻪ ﺍﺑﻦ ﺑﺸﻴﺮ ﻓﺸﺮﻁ ﻋﻠﻴﻪ ﻧﻔﻮﺫ ﺍﻟﺤﻖ ﻭﺍﻟﻌﺪﻝ ﻓﺮﻓﻊ ﺇﻟﻴﻪ ﺗﺎﺟﺮ ﺃﻧﻪ ﺿﺎﻋﺖ ﻟﻪ ﺟﺎﺭﻳﺔ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﻭﺃﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺼﺮ ﻓﺎﻧﺘﻬﻰ ﺍﻷﻣﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻧﺮﺿﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺎﺟﺮ ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﻋﺴﻰ ﺃﻥ ﻳﺮﺿﻰ ﺑﻪ ﻓﻘﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺑﺸﻴﺮ ﻻ ﻳﻜﻤﻞ ﻋﺪﻟﻚ ﺣﺘﻰ ﺗﻨﺼﻒ ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻚ ﻭﻫﺬﺍ ﻗﺪ ﺃﺩﻋﻰ ﺃﻣﺮﺍ ﻓﻼ ﺑﺪ ﻣﻦ ﺇﺣﻀﺎﺭﻫﺎ ﻭﺷﻬﺎﺩﺓ ﺍﻟﺸﻬﻮﺩ ﻋﻠﻰ ﻋﻴﻨﻬﺎ ﻓﺄﺣﻀﺮﻫﺎ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻭﺃﻧﺼﻒ ﺍﻟﺘﺎﺟﺮ ﻭﻓﻲ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻫﻤﺖ ﺍﻟﺮﻭﻡ ﺑﺄﺧﺬ ﻣﻮﺍﺿﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﺜﻐﻮﺭ ﻓﻘﻮﺍﻫﺎ ﺑﺎﻟﻤﺎﻝ ﻭﺍﻟﺠﻴﻮﺵ ﻭﻏﺰﺍ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻭﺯﺍﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻄﻴﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻭﻡ ﻭﺃﺫﻟﻬﻢ ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻮﺗﻪ ﺑﺎﻟﻔﺎﻟﺞ ﻓﻲ ﺻﻔﺮ ﺳﻨﺔ ﺳﺖ ﻭﺳﺘﻴﻦ ﻭﺛﻼﺙ ﻣﺌﺔ ﻭﺧﻠﻒ ﻭﻟﺪﺍ ﻭﻫﻮ ﻫﺸﺎﻡ ﻓﺄﻗﻴﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ ﺑﺘﺪﺑﻴﺮ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ ﺍﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻋﺎﻣﺮ ﺍﻟﻘﺤﻄﺎﻧﻲ