ﻧﺒﺬﺓ ﺗﻌﺮﻳﻔﻴﺔ :
ﺍﻟﺪﺭﻭﺯ، ﺃﻭ ﺍﻟﺪﻳﺎﻧﺔ ﺍﻟﺪﺭﺯﻳﺔ، ﻭﻳﻄﻠﻘﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ “ ﺍﻟﻤﻮﺣﺪﻳﻦ ” ﻧﺴﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﺗﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ
ﻧﺸﺄﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻳﺎﻧﺔ ﻋﺎﻡ 407 ﻫـ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎً ﻋﻠﻰ ﻳﺪ “ ﺣﻤﺰﺓ ﺍﻟﺰﻭﺯﻧﻲ ” ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳُﻌﺘﺒﺮ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻋﻨﺪﻫﻢ، ﻭﺇﻟﻬﻪ ﻫﻮ “ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﺑﺄﻣﺮ ﺍﻟﻠﻪ ” ، ﺃﻣﺎ “ ﻧﺸﺘﻜﻴﻦ ﺍﻟﺪﺭﺯﻱ ” ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﺘﺴﺐ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﺪﺭﻭﺯ ﻓﻬﻮ ﺃﻭﻝ ﻣﻦ ﺩﻋﻰ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻳﺎﻧﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻠﻦ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺳﺮﻳّﺔ، ﻟﻜﻦ ﺳﺮﻋﺎﻥ ﻣﺎ ﺣﻜﻤﻮﺍ ﺑﻜﻔﺮﻩ ﻭﻗﺘﻠﻮﻩ
ﻭﻳﻌﺘﺒﺮ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺃﻥ ﺍﻟﺪﺭﺯﻳّﺔ ﻣﺬﻫﺐ ﺇﺳﻼﻣﻲ، ﻭﻫﺬﺍ ﺧﻄﺄ ﻛﺒﻴﺮ، ﻭﺳﺒﺒﻪ ﺃﻥّ ﺍﻟﺪﺭﻭﺯ ﺃﺧﻔﻮﺍ ﻋﻘﻴﺪﺗﻬﻢ ﺧﻮﻓﺎً ﻣﻦ ﺍﻻﺿﻄﻬﺎﺩ ﻭﺗﻠﺒﺴﻮﺍ ﺑﺰﻱ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻬﻢ ﺍﻟﺸﻮﻛﺔ، ﻭﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﺍﻟﺪﺭﻭﺯ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻴﻮﻡ [ ﺃﻏﻠﺒﻬﻢ ] ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﺑﺄﻧﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ
ﻗﺒﻴﻞ ﺍﻟﻨﺸﺄﺓ :
ﻓﻲ ﻋﺎﻡ 386 ﻫـ / 996 ﻡ ﻣﺎﺕ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌُﺒﻴﺪﻱ “ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﺎﻟﻠﻪ ” ﻭﺗﻮﻟﻰ ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ ﺑﻌﺪﻩ “ ﺍﻟﻤﻨﺼﻮﺭ ” ﺛﻢ ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻩ ﺇﺑﻨﻪ ﺍﻟﻤﻠﻘﺐ ﺑـ “ ﺃﺑﻲ ﺗﻤﻴﻢ ﺃﺣﻤﺪ ” ، ﻭﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﺣﻮﺍﻟﻲ ﺇﺣﺪﻯ ﻋﺸﺮﺓ ﺳﻨﺔ .
ﺍﺗﺨﺬ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻟﻘﺐ “ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﺑﺄﻣﺮ ﺍﻟﻠﻪ .” ﻭﻛﺎﻥ ﻗﻮﻱ ﺍﻟﻌﺰﻳﻤﺔ ﻭﺫﻭ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﺍﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ ﺍﺛﺎﺭﺕ ﺍﻟﺠﺪﻝ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻓﻲ ﻋﺼﺮﻩ ﻭﺣﺘﻰ ﺍﻵﻥ .
ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﺩﻣﻮﻳﺎً ﺟﺰّﺍﺭﺍ ﻳﻘﺘﻞ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻳﻜﺮﻩ ﻭﻛﻞ ﻣﻦ ﻳﺬﻧﺐ، ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺤﺐ ﺍﻟﺘﺒﺠﻴﻞ ﻭﺍﻟﺘﻌﻈﻴﻢ، ﺣﺘﻰ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﺄﻣﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﺫﺍ ﺫﻛﺮﻩ ﺍﻟﺨﻄﻴﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻨﺒﺮ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻣﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﻗﺪﺍﻣﻬﻢ ﺻﻔﻮﻓًﺎ ﺇﻋﻈﺎﻣًﺎ ﻟﺬﻛﺮﻩ، ﻓﻜﺎﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﺤﺎﻭﻟﻮﻥ ﺇﺭﺿﺎﺀﻩ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺗﺒﺠﻴﻠﻪ ﻭﺗﻔﺨﻴﻤﻪ .
ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ :
ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻌﻤﺎﻝ ﻓﻲ ﻗﺼﺮ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﻭﻫﻮ “ ﺣﻤﺰﺓ ﺍﻟﺰﻭﺯﻧﻲ ” ﻳﺪﻋﻮ ﺳﺮﺍً ﺇﻟﻰ ﺗﺄﻟﻴﻪ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ، ﻭﻣﻜﺎﻥ ﻣﻌﻪ ﻛﺬﻟﻚ “ ﻧﺸﺘﻜﻴﻦ ﺍﻟﺪﺭﺯﻱ ” ، ﻭﺭﺟﻞ ﻳُﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻷﺧﺮﻡ ” ، ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﻳﺤﺒﻬﻢ ﻭﻳﻘﺮﺑﻬﻢ ﻣﻨﻪ، ﻭﻛﺎﻥ ﺃﻳﻀﺎً ﻳﻮﺟﻬﻬﻢ ﻭﻳﺸﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﺩﻋﻮﺗﻬﻢ .
ﻭﻓﻲ ﻋﺎﻡ 47 ﻫـ ﺃﻋﻠﻦ ﻧﺸﺘﻜﻴﻦ ﺩﻋﻮﺗﻬﻢ ﻫﺬﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻸ، ﻭﺃﻣﺮ ﺍﻟﻨﺎﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﺃﻥ ﻳﺠﻌﻠﻮﺍ ﺳﺠﻼُ ﻳﻜﺘﺘﺐ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺆﻣﻨﻮﻥ ﺑﺄﻟﻮﻫﻴﺔ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ، ﻓﺎﻛﺘﺘﺐ ﻓﻴﻪ ﺳﺒﻌﺔ ﻋﺸﺮ ﺃﻟﻔﺎً ﺧﻮﻓﺎً ﻣﻦ ﺑﻄﺶ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ، ﺛﻢ ﺫﻫﺐ ﻭﺣﺞّ ﻣﻊ ﺧﻤﺴﻤﺎﺋﺔ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﺇﻟﻰ ﻗﺼﺮ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ .
ﻭﻗﻊ ﺍﻟﺨﻼﻑ ﺑﻴﻦ ﺣﻤﺰﺓ ﻭﻧﺸﻜﻴﻦ ﺑﺴﺒﺐ ﺇﺷﻬﺎﺭ ﻧﺸﺘﻜﻴﻦ ﻟﻠﺪﻋﻮﺓ، ﻭﺍﺿﻄﺮ ﺣﻤﺰﺓ ﺇﻟﻰ ﻛﺸﻒ ﺩﻋﻮﺗﻪ ﻓﻲ 408 ﻫـ، ﻭﺃﺻﺒﺤﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻫﻲ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﺘﻘﻮﻳﻢ ﺍﻟﺪﺭﺯﻱ
ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻓُﻀﺢَ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ، ﺛﺎﺭ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺪﻋﺎﺓ ﺑﺪﻋﻢ ﻣﻦ ﺍﻷﺗﺮﺍﻙ، ﻓﺎﺧﺘﺒﺄ ﻧﺸﺘﻜﻴﻦ ﻓﻲ ﻗﺼﺮ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺗﻤﻜﻦ ﻻﺣﻘﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺮﺍﺭ ﺇﻟﻰ ﻭﺍﺩﻱ ﺍﻟﺘﻴﻢ [ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻔﻮﺡ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻟﺠﺒﻞ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻓﻲ ﺟﻨﻮﺏ ﺷﺮﻕ ﻟﺒﻨﺎﻥ ] ، ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻘﻄﻨﻪ ﺍﻟﺘﻨﻮﺧﻴﻮﻥ، ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺪﻳﻨﻮﻥ ﺑﺎﻟﻮﻻﺀ ﻟﻠﻌﺒﻴﺪﻳﻴﻦ . ﺃﻣﺎ ﺣﻤﺰﺓ ﻓﺎﺧﺘﻔﻰ ﻋﻦ ﺍﻷﻧﻈﺎﺭ ﻋﺎﻡ 409 ﻫـ ﻭﺍﺗﺨﺬ ﻣﺴﺠﺪ ﺗﺒﺮ [ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻄﺮﻳﺔ ﺷﻤﺎﻝ ﺷﺮﻕ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ] ﻣﻘﺎﻣﺎً ﻟﻪ، ﻭﻋﻤﻞ ﻓﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﺗﺄﺳﻴﺲ ﺟﻤﺎﻋﺔ، ﻟﻜﻦ ﺳﺮﻋﺎﻥ ﻣﺎ ﺍﻛﺘﺸﻒ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻣﺮﻩ ﻓﻬﺎﺟﻤﻮﻩ ﻭﺃﺣﺮﻗﻮﺍ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ .
ﻧﺸﺘﻜﻴﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻗﺎﻡ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺘﻨﻮﺧﻴﻴﻦ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﻧﺸﺮ ﺩﻳﻨﻪ ﺑﻴﻨﻬﻢ، ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻪ ﺃﻓﻜﺎﺭ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻗﻠﻴﻼً ﻋﻦ ﺃﻓﻜﺎﺭ ﺣﻤﺰﺓ، ﻭﺃﺻﺒﺢ ﺍﻟﺘﻨﻮﺧﻴﻮﻥ ﻳﻤﺠﺪﻭﻧﻪ ﻭﻳُﻌﻠﻮﻥ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ .
ﺃﻣﺎ ﺣﻤﺰﺓ ﻓﻌﺎﺩ ﻟﻠﻈﻬﻮﺭ ﻋﺎﻡ 410 ﻫـ ﻭﻋﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺑﺚ ﺩﻋﻮﺗﻪ، ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺭﺃﻯ ﺃﻥ ﻧﺸﺘﻜﻴﻦ ﺍﻟﺪﺭﺯﻱ ﺗﺼﺪّﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺣﻘﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺃﻟّﺐ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻴﻪ ﺣﺘّﻰ ﻗﺘﻠﻮﻩ ﻓﻲ 411 ﻫـ ﻓﻄُﻮﺭِﺩ ﺣﻤﺰﺓ ﻣﻦ ﻗِﺒﻞ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ [ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ] ﻓﻬﺮﺏ ﺇﻟﻰ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﺸﺎﻡ ﻭﺍﺧﺘﻔﻰ ﻫﻨﺎﻙ ﻭﻟﻢ ﻳﻈﻬﺮ ﺣﺘﻰ ﻣﺎﺕ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ 430 ﻫـ [ ﻭﻗﻴﻞ 422 ﻫـ ] ، ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﺧﻼﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﻛﺎﻥ ﻳﻜﺘﺐ ﺍﻟﺮﺳﺎﺋﻞ ﻭﻳﺮﺳﻠﻬﺎ ﺇﻟﻰ “ ﺍﻟﻤﻘﺘﻨﻲ ” ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﺑﺪﻭﺭﻩ ﻳﺸﺮﺣﻬﺎ ﻭﻳﻨﺸﺮﻫﺎ .
ﺃﻫﻢ ﺍﻟﻤﺮﺍﺣﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﺮﺕ ﺑﻬﺎ :
ﻣﺮﺕ ﺍﻟﺪﻳﺎﻧﺔ ﺍﻟﺪﺭﺯﻳﺔ ﺑﻌﺪﺓ ﻣﺮﺍﺣﻞ :
ﺍﻷﻭﻟﻰ
ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ : ﻧﺸﺮ ﻧﺸﺘﻜﻴﻦ ﻟﻠﺪﻋﻮﺓ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ ﻭﺃﻣﺮﻩ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺎﻻﻛﺘﺘﺎﺏ ﻟﻼﻗﺮﺍﺭ ﺑﺄﻟﻮﻫﻴﺔ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ
ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ
ﺍﻧﺘﻘﺎﻡ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﻣﺼﺮ
ﺑﻌﺪ ﻫﺬﺍ ﻗﺎﻡ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﺑﺎﻻﻧﺘﻘﺎﻡ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﻣﺼﺮ ﻓﻲ ﻗﺼﺔ ﺫﻛﺮﻫﺎ “ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﺎﻥ ” ﻗﺎﻝ :
ﺍﻋﺘﺰﻡ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﺃﻥ ﻳﻨﻜﻞ ﺑﻤﺼﺮ ﻭﺃﻫﻠﻬﺎ، ﻓﺎﺳﺘﺪﻋﻰ ﺍﻟﻌﺮﻓﺎﺀ ﻭﺍﻟﻘﺎﺩﺓ ﻭﻧﻈﻢ ﻣﻌﻬﻢ ﺧﻄﺔ ﺍﻟﻌﻤﻞ، ﻭﻋﻬﺪ ﺇﻟﻰ ﻣﻘﺪﻣﻲ ﺍﻟﻌﺒﻴﺪ ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻮﺍﺋﻒ ﺑﺎﻓﺘﺘﺎﺡ ﺍﻟﻬﺠﻮﻡ، ﻓﺄﺧﺬﻭﺍ ﻳﻐﻴﺮﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﻴﺎﺀ ﻣﺼﺮ ﻓﻲ ﻫﻴﺌﺔ ﻋﺼﺎﺑﺎﺕ، ﻭﻳﻨﻬﺒﻮﻥ ﺍﻟﺤﻮﺍﻧﻴﺖ ﻭﺍﻟﺴﺎﺑﻠﺔ، ﻭﻳﺨﻄﻔﻮﻥ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﺭ، ﻭﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﺗﻐﻀﻲ ﻋﻦ ﺟﺮﺍﺋﻤﻬﻢ، ﻭﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﻣﻌﺮﺽ ﻋﻦ ﻛﻞ ﺷﻜﺎﻳﺔ ﻭﺗﻀﺮﻉ، ﻭﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺟﻤﺎﺩﻯ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﺳﻨﺔ 411 ﻫـ .
ﺛﻢ ﺍﺗﺴﻊ ﻧﻄﺎﻕ ﺍﻻﻋﺘﺪﺍﺀ، ﻓﻬﺎﺟﻤﺖ ﻗﻮﻯ ﺍﻟﻌﺒﻴﺪ ﻭﺍﻟﺘﺮﻙ ﻭﺍﻟﻤﻐﺎﺭﺑﺔ ﻣﺼﺮ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺻﻮﺏ، ﻭﺃﺿﺮﻣﻮﺍ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻓﻲ ﺃﻃﺮﺍﻓﻬﺎ، ﻭﻫﺐ ﺃﻫﻞ ﻣﺼﺮ ﻟﻠﺪﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ، ﻭﺍﺳﺘﻤﺮﺕ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻙ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻔﺮﻳﻘﻴﻦ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻳﺎﻡ، ﻭﺃﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻠﻬﺐ ﺗﻨﻄﻠﻖ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﺇﻟﻰ ﻋﻨﺎﻥ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ، ﻭﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﻳﺮﻛﺐ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﺒﻞ، ﻭﻳﺸﺎﻫﺪ ﺍﻟﻨﺎﺭ، ﻭﻳﺴﻤﻊ ﺍﻟﺼﻴﺎﺡ، ﻭﻳﺴﺄﻝ ﻋﻦ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﻷﻣﺮ، ﻓﻴﻘﺎﻝ ﻟﻪ : ﺇﻥ ﺍﻟﻌﺒﻴﺪ ﻳﺤﺮﻗﻮﻥ ﻣﺼﺮ ﻭﻳﻨﻬﺒﻮﻧﻬﺎ، ﻓﻴﻈﻬﺮ ﺍﻷﺳﻒ ﻭﺍﻟﺘﻮﺟﻊ، ﻭﻳﻘﻮﻝ : ﻭﻣﻦ ﺃﻣﺮﻫﻢ ﺑﻬﺬﺍ ﻟﻌﻨﻬﻢ ﺍﻟﻠﻪ ؟ .!
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﺍﺟﺘﻤﻊ ﺍﻷﺷﺮﺍﻑ ﻭﺍﻟﻜﺒﺮﺍﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﻭﺭﻓﻌﻮﺍ ﺍﻟﻤﺼﺎﺣﻒ ﻭﺿﺠﻮﺍ ﺑﺎﻟﺒﻜﺎﺀ ﻭﺍﻟﺪﻋﺎﺀ، ﻓﻜﻒ ﺍﻷﺗﺮﺍﻙ ﻭﺍﻟﻤﻐﺎﺭﺑﺔ ﻋﻦ ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﺍﻻﻋﺘﺪﺍﺀ، ﻭﺍﺳﺘﻤﺮ ﺍﻟﻌﺒﻴﺪ ﻓﻲ ﻋﺪﻭﺍﻧﻬﻢ، ﻭﺃﻫﻞ ﻣﺼﺮ ﻳﺪﻓﻌﻮﻧﻬﻢ ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﺍﺳﺘﻄﺎﻋﻮﺍ . ﻭﻃﻠﺐ ﺍﻷﺗﺮﺍﻙ ﻭﺍﻟﻤﻐﺎﺭﺑﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﺃﻥ ﻳﺄﻣﺮ ﺑﻮﻗﻒ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻋﺘﺪﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻞ ﻣﺼﺮ، ﻭﻋﻠﻰ ﺃﻣﻮﺍﻟﻬﻢ، ﺧﺼﻮﺻًﺎ ﻭﺃﻥ ﻟﻬﻢ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﻴﻦ ﻛﺜﻴﺮًﺍ ﻣﻦ ﺍﻷﺻﻬﺎﺭ ﻭﺍﻷﻗﺎﺭﺏ، ﻭﻟﻬﻢ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻼﻙ، ﻓﺘﻈﺎﻫﺮ ﺑﺈﺟﺎﺑﺔ ﻣﻄﻠﺒﻬﻢ، ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺃﻭﻋﺰ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺒﻴﺪ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻤﺮﻭﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ، ﻭﺃﻥ ﻳﺘﺄﻫﺒﻮﺍ ﻟﻤﺪﺍﻓﻌﺔ ﺍﻟﺘﺮﻙ ﻭﺍﻟﻤﻐﺎﺭﺑﺔ، ﻓﺎﺷﺘﺪﺕ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻙ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻔﺮﻳﻘﻴﻦ، ﻭﺩﺍﻓﻊ ﺍﻟﺘﺮﻙ ﻭﺍﻟﻤﻐﺎﺭﺑﺔ ﻋﻦ ﺃﻫﻞ ﻣﺼﺮ، ﻭﻣﺰﻗﻮﺍ ﺟﻤﻮﻉ ﺍﻟﻌﺒﻴﺪ ﻭﻧﻜﻠﻮﺍ ﺑﻬﻢ، ﺛﻢ ﻫﺪﺩﻭﺍ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﺑﺎﻗﺘﺤﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ﻭﺣﺮﻗﻬﺎ، ﺇﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﻮﺿﻊ ﺣﺪ ﻟﺘﻠﻚ ﺍﻟﺠﺮﺍﺋﻢ، ﻓﺨﺸﻲ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﺍﻟﻌﺎﻗﺒﺔ، ﻭﺃﻣﺮ ﺍﻟﻌﺒﻴﺪ ﺑﺎﻟﺘﻔﺮﻕ ﻭﻟﺰﻭﻡ ﺍﻟﺴﻜﻴﻨﺔ، ﻭﺍﻋﺘﺬﺭ ﻷﺷﺮﺍﻑ ﻣﺼﺮ ﻭﺯﻋﻤﺎﺀ ﺍﻟﺘﺮﻙ ﻭﺍﻟﻤﻐﺎﺭﺑﺔ ﻋﻤﺎ ﻭﻗﻊ، ﻭﺗﻨﺼﻞ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺗﺒﻌﺔ ﻓﻴﻪ، ﻭﺃﺻﺪﺭ ﺃﻣﺎﻧًﺎ ﻷﻫﻞ ﻣﺼﺮ ﻗﺮﺉ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻨﺎﺑﺮ .
ﻭﺳﻜﻨﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ ﺍﻟﺸﻨﻌﺎﺀ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻟﺒﺜﺖ ﺍﻟﻔﺴﻄﺎﻁ ﺑﻀﻌﺔ ﺃﺳﺎﺑﻴﻊ ﻣﺴﺮﺣﺎ ﻟﻤﻨﺎﻇﺮ ﻣﺮﻭﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻔﻚ ﻭﺍﻟﻌﺒﺚ ﻭﺍﻟﻨﻬﺐ، ﻭﺃﺣﺮﻗﺖ ﻣﻌﻈﻢ ﺷﻮﺍﺭﻋﻬﺎ ﻭﻣﺒﺎﻧﻴﻬﺎ، ﻭﺧﺮﺑﺖ ﻣﻌﻈﻢ ﺃﺳﻮﺍﻗﻬﺎ، ﻭﻧﻬﺒﺖ، ﻭﺳﺒﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﻧﺴﺎﺋﻬﺎ، ﻭﺍﻋﺘﺪﻯ ﻋﻠﻴﻬﻦ، ﻭﺍﻧﺘﺤﺮ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻨﻬﻦ ﺧﺸﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﺭ، ﻭﺗﺘﺒﻊ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﻮﻥ ﺃﺯﻭﺍﺟﻬﻢ ﻭﺑﻨﺎﺗﻬﻢ ﻭﺃﻣﻬﺎﺗﻬﻢ ﻭﺍﻓﺘﺪﻭﻫﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺎﻃﻔﻴﻦ
ﺍﻏﺘﻴﺎﻝ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ :
ﺧﺮﺝ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﻓﻲ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻻﺛﻨﻴﻦ 27 ﺷﻮﺍﻝ ﺳﻨﺔ 411 ﻫـ ( 1021 ﻡ ) ﻟﻜﻲ ﻳﻄﻮﻑ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ، ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﻌﻪ ﺃﺣﺪ ﻭﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ
ﺫﻛﺮﺕ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺎﺕ ﺃﻥ ﺍﺧﺘﻪ ﺍﻟﻤﺴﻤﺎﺓ ﺑـ ” ﺳﺖ ﺍﻟﻤﻠﻚ ” ﺩﺑﺮﺕ ﻻﻏﺘﻴﺎﻟﻪ ﻟﺨﻮﻓﻬﺎ ﺃﻧﻪ ﺑﻈﻀﻼﻟﻪ ﻭﺟﺮﻣﻪ ﺳﻴﻘﻀﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻌُﺒﻴﺪﻳﺔ، ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺨﺎﻑ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻣﻨﻪ ﻟﻜﻮﻧﻪ ﻳﺸﻚ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺄﻥ ﻟﻬﺎ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﻗﺬﺭﺓ ﻣﻊ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ، ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻨﻬﺎﻩ ﻭﺗﻘﻮﻝ : ﻳﺎ ﺃﺧﻲ، ﺍﺣﺬﺭ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺧﺮﺍﺏ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻳﻚ . ﻓﻜﺎﻥ ﻳﺴﻤﻌﻬﺎ ﻏﻠﻴﻆ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻭﻳﺘﻬﺪﺩﻫﺎ ﺑﺎﻟﻘﺘﻞ . ﻓﺎﺗﻔﻘﺖ ﻣﻊ ﻗﺎﺋﺪ ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻪ : ﺍﺑﻦ ﺩﻭﺍﺱ ( ﻣﻦ ﺷﻴﻮﺥ ﻛﺘﺎﻣﺔ ) ﻭﻛﺎﻥ ﻫﻮ ﺍﻵﺧﺮ ﻳﺨﺎﻑ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﻘﺘﻠﻪ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ، ﻭﺗﻌﺎﻫﺪﺍ ﻋﻠﻰ ﻛﺘﻤﺎﻥ ﺍﻷﻣﺮ، ﻭﺃﻥ ﻳُﻌﻴّﻨﺎ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﻣﻜﺎﻧﻪ، ﻭﻳﺼﻴﺮ ﺍﺑﻦ ﺩﻭﺍﺱ ﻗﺎﺋﺪ ﺍﻟﺠﻴﺶ .
ﻓﺠﻬﺰ ﻣﻦ ﻋﻨﺪﻩ ﻋﺒﺪﻳﻦ ﺃﺳﻮﺩﻳﻦ ﺷﻬﻤﻴﻦ، ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻬﻤﺎ : ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﺍﻟﻔﻼﻧﻴﺔ ﻓﻜﻮﻧﺎ ﻓﻲ ﺟﺒﻞ ﺍﻟﻤﻘﻄﻢ، ﻓﻔﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﻫﻨﺎﻙ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻟﻴﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺠﻮﻡ، ﻭﻟﻴﺲ ﻣﻌﻪ ﺃﺣﺪ ﺇﻻ ﺭﻛﺎﺑﻲ ﻭﺻﺒﻲ، ﻓﺎﻗﺘﻼﻩ ﻭﺍﻗﺘﻼﻫﻤﺎ ﻣﻌﻪ، ﻓﻔﻌﻼ، ﺛﻢ ﺟﺎﺀﺍ ﺑﺠﺜﺘﻪ ﻭﺩﻓﻨﻮﻫﺎ ﻓﻲ ﺩﺍﺭ ﺍﺧﺘﻪ
ﺛﻢ ﺟﻤﻌﺖ ﺃﺧﺘﻪ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﻭﺍﻷﻣﺮﺍﺀ ﻭﺃﺧﺒﺮﺗﻬﻢ ﺑﻤﻮﺕ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﻭﻋﻴﻨﻮﺍ ﺍﺑﻨﻪ “ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ” ﺧﻠﻴﻔﺔ ﻟﻪ
ﻭﻗﻴﻞ ﺑﻞ ﺃﻥ ﺭﺟﻼً ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻌﻴﺪ ﻗﺘﻠﻪ ﻏﻴﺮﺓ ﻟﻠﻪ ﻭﻟﻺﺳﻼﻡ، ﺛﻢ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛُﺸِﻒَ ﺃﻣﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺎﺗﻞ ﻗﺎﻡ ﺑﻘﺘﻞ ﻧﻔﺴﻪ
ﻭﻗﺪ ﺍﺗﺨﺬ ﺍﻟﺪﺭﻭﺯ ﺍﺧﺘﻔﺎﺀ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻟﻐﺎﻣﻈﺔ ﺫﺭﻳﻌﺔ ﻟﻠﻘﻮﻝ ﺑﺄﻧﻪ ﺇﻟﻪ ﻭﺃﻧﻪ ﺍﺭﺗﻔﻊ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ، ﻭﺳﻴﻌﻮﺩ ﻳﻮﻣﺎً ﻣﺎ ﻟﻴﻤﻸ ﺍﻷﺭﺽ ﻋﺪﻻً
ﻋﻬﺪ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﺳﺘﻘﺮ ﺍﻷﻣﺮ ﻟﻠﻈﺎﻫﺮ ، ﺃﺧﺬ ﺑﻨﺼﺢ ﻋﻤﺘﻪ “ ﺳﺖ ﺍﻟﻤﻠﻚ ” ﻓﻘﺎﻡ ﺑﺘﻐﻴﻴﺮ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺃﺑﻴﻪ، ﻭﺃﻟﻐﻰ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ ﺍﻟﺠﺎﺋﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺿﻌﻬﺎ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ، ﻭﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﺎﺕ ﺍﻟﻐﻴﺮ ﺇﺳﻼﻣﻴﺔ، ﻭﺃﻣﺮ ﺑﺎﻟﻘﺒﺾ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﺭﻭﺯ ﻭﻗﺘﻠﻬﻢ، ﻓﺎﺩّﻋﻮﺍ ﺑﺄﻧﻬﻢ ﻣﺴﻠﻤﻮﻥ ﻇﺎﻫﺮﺍً ﺧﻮﻓﺎً ﻋﻠﻰ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ، ﻭﻻ ﻳﺰﺍﻟﻮﻥ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻔﺎﻕ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻴﻮﻡ