ﻓﻲ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﺍﻟﻮﺟﻬﺔ
ﻓﺮﻳﺪ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭﻱ
ﺇﻥ ﺣﻔﻆ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻋﻦ ﻇﻬﺮ ﻗﻠﺐ ﻣﻬﻢ ﺟﺪﺍًّ، ﻟﻜﻨﻪ ﻻ ﻳﻤﺜﻞ ﺑﻤﻔﺮﺩﻩ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻣﺎ ﻧﺤﻦ ﻓﻴﻪ ! ﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﺗﻌﻤﻴﻢ ﺍﻟﺤﻔﻆ ﻭﺍﻻﺳﺘﻈﻬﺎﺭ ﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻠﻪ، ﺃﻭ ﻟﺒﻌﻀﻪ، ﻣﻦ ﺃﻫﻢ ﺧﻄﻮﺍﺕ ﺍﻟﺴﻴﺮ ﻓﻴﻪ
---
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳُﻀْﺮَﺏُ ﺍﻟﺤِﺼَﺎﺭُ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺃﻫﻠِﻪ، ﻭﺗُﻐْﻠَﻖُ ﻣَﺪَﺍﺭِﺳُﻪُ ﻭﻣَﺤَﺎﺿِﺮُﻩُ، ﻭﺗُﺼَﺎﺩَﺭُ ﺃﻟﻮﺍﺣُﻪ ﻭﺣَﻨَﺎﺟِﺮُﻩُ؛ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻠﻪ - ﺟﻞ ﺟﻼﻟﻪ – ﻳﺒﻌﺚ ﻟﻪ ﻣﻦ ﻳﺘﻠﻘﻰ ﺭﺳﺎﻻﺗﻪ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ؛ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﺘﺠﺪﻳﺪ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ، ﻭﺗﺤﺪﻱ ﺍﻟﻜﻴﺪ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻧﻲ ﻟﻠﺪﻳﻦ ﻭﺃﻫﻠﻪ ! ﺛﻢ ﻳﻨﺸﺮ ﻧﻮﺭﻩ ﻓﻲ ﺍﻵﻓﺎﻕ ! } ﻳُﺮِﻳﺪُﻭﻥَ ﻟِﻴُﻄْﻔِﺌُﻮﺍ ﻧُﻮﺭَ ﺍﻟﻠﻪِ ﺑِﺄَﻓْﻮَﺍﻫِﻬِﻢْ ﻭَﺍﻟﻠَّﻪُ ﻣُﺘِﻢُّ ﻧُﻮﺭِﻩِ ﻭَﻟَﻮْ ﻛَﺮِﻩَ ﺍﻟْﻜَﺎﻓِﺮُﻭﻥَ { [ ﺍﻟﺼﻒ 8: ] .
ﺇﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﻗﻄﺎﺭ ﻳﻌﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻴﻮﻡَ ﺃﺯﻣﺔَ ﻏﻴﺎﺏ ﺍﻟﺘﺪﺍﻭﻝ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻟﻠﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ! ﻭﻣﻌﻨﻰ " ﺍﻟﺘﺪﺍﻭﻝ " ﻫﻬﻨﺎ : ﺍﻻﻧﺨﺮﺍﻁ ﺍﻟﻌﻤﻠﻲ ﻓﻲ ﺗﺼﺮﻳﻒ ﺁﻳﺎﺕ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ ﺍﻟﻌﺎﻡ، ﺗﻼﻭﺓً ﻭﺗﺰﻛﻴﺔً ﻭﺗﻌﻠﻤﺎً،
ﻭﺗﻌﺮﻳﺾ ﺗﺮﺑﺔ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻷﻣﻄﺎﺭ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ، ﻭﻓﺘﺢ ﺣﺪﺍﺋﻘﻬﺎ ﺍﻟْﻤُﺸْﻌِﺜَﺔِ ﻟِﻤَﻘَﺎﺭِﺿِﻪِ ﻭَﻣَﻘَﺎﺻِّﻪِ ! ﺣﺘﻰ ﻳﺴﺘﻘﻴﻢ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻛﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺍﺯﻳﻦ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ !
ﺇﻥ ﺛﻤﺔ ﺃﺯﻣﺔ ﻣﻨﻬﺠﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺑﻴﺎﻧﺎﺗﻪ ﺍﻟﻨﺒﻮﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻒ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﺮ .. ﺇﻥ ﻣﺸﻜﻠﺘﻨﺎ ﺃﻧﻨﺎ ﻧﺸﺘﻐﻞ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﻟﻴﺲ ﺑﺎﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ! ﻭﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻓﺮﻕ ﻛﺒﻴﺮ ﻛﻤﺎ ﺑﻴﻨﺎﻩ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ ( ﺍﻟﻔﻄﺮﻳﺔ ) .
ﺇﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺸﺘﻐﻞ ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻨﺺ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ، ﻣﻌﻨﺎﻩ ﺃﻧﻤﺎ ﻫﻮ ﻳﺘﺨﺬﻩ ﺷﻌﺎﺭﺍً ﻓﻘﻂ، ﺭﺑﻤﺎ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻻ ﻳﺪﺭﻱ ! ﻷﻧﻤﺎ ﻫﻮ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻳﺸﺘﻐﻞ ﺑﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﻤﺠﺮﺩﺓ، ﻭﺍﻵﺭﺍﺀ ﺍﻟﺸﺨﺼﺎﻧﻴﺔ، ﺃﻭ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ . ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈﻧﻚ ﺗﺠﺪ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﺪﺍﻭﻝ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﻣﻜﺎﺑﺪﺗﻪ ﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﻒ ﺿﻌﻴﻔﺔٌ ﺟِﺪّﺍً ﺇﻥ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻣﻨﻌﺪﻣﺔ ! ﻷﻥ ﺍﻟﺘﺤﻘﻖ ﺑﺮﺳﺎﻻﺕ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ، ﻭﺑﺤﻘﺎﺋﻖ ﺍﻟﻮﺣﻲ، ﻟﻴﺲ ﻣﻘﺼﻮﺩﺍً ﻟﺬﺍﺗﻪ ﻓﻲ ﺣﺮﻛﺔ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻌﻤﻞ . ﻭﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻣﺎ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﻣَﺜَﺎﻟِﻢَ ﻭﻣَﺨَﺎﺭِﻡَ !
ﺃﻣﺎ ﺍﻻﺷﺘﻐﺎﻝ ﺑﺎﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ، ﻓﻬﻮ : ﻋﻤﻞ ﻳﺘﺨﺬ ﻛﺘﺎﺏَ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﺳﺎﺱَ ﻣﺸﺮﻭﻋﻪ، ﻭﺻُﻠْﺐَ ﻋَﻤَﻠِﻪِ ﻭﻣﻨﻬﺎﺟِﻪ، ﺗﻼﻭﺓً ﻭﺗﺰﻛﻴﺔً ﻭﺗَﻌَﻠُّﻤﺎً ﻭﺗﻌﻠﻴﻤﺎً ! ﺇﻧﻪ ﺩﺧﻮﻝ ﻓﻲ ﻣﺴﻠﻚ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ، ﺗَﻠَﻘِّﻴﺎً ﻵﻳﺎﺗﻪ، ﻭﺧﻀﻮﻋﺎً ﻟﺤﺮﻛﺘﻪ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻔﺲ، ﻭﻣﻜﺎﺑﺪﺓً ﻟﺤﻘﺎﺋﻘﻪ ﺍﻹﻳﻤﺎﻧﻴﺔ، ﻭﺍﺳﺘﻴﻌﺎﺑﺎً ﻷﺣﻜﺎﻣﻪ ﻭﺣِﻜَﻤِﻪِ، ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻖ ﺣﻤﻞ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺤﻘﻖ ﺑﻤﻨﺎﺯﻟﻬﺎ ﻭﺍﻟﺘﺨﻠﻖ ﺑﺄﺧﻼﻗﻬﺎ ! ﺇﻥ ﺍﻟﺴﻴﺮ ﺍﻟﻌﻤﻠﻲ ﻓﻲ ﻣﻴﺪﺍﻥ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﻭﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻨﻬﺎﺝ ﻫﻮ ﻋﻴﻦ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﺑﻤﻨﻬﺎﺝ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ﻓﻲ ﺇﺻﻼﺡ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ .
ﺇﻧﻪ ﺗﻤﺜﻞ ﺣﻘﻴﻘﻲ ﺑﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺍﻟﻜﺮﺍﻡ، ﻭﺍﺗﺒﺎﻉ ﻟﻠﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺍﻟﺤﻘﺔ ﻓﻲ ﺗﺠﺪﻳﺪ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﺳﻮﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻔﺮﺩﻱ ﺃﻭ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻲ .
ﺇﻥ ﺣﻔﻆ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻋﻦ ﻇﻬﺮ ﻗﻠﺐ ﻣﻬﻢ ﺟﺪﺍًّ، ﻟﻜﻨﻪ ﻻ ﻳﻤﺜﻞ ﺑﻤﻔﺮﺩﻩ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻣﺎ ﻧﺤﻦ ﻓﻴﻪ ! ﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﺗﻌﻤﻴﻢ ﺍﻟﺤﻔﻆ ﻭﺍﻻﺳﺘﻈﻬﺎﺭ ﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻠﻪ، ﺃﻭ ﻟﺒﻌﻀﻪ، ﻣﻦ ﺃﻫﻢ ﺧﻄﻮﺍﺕ ﺍﻟﺴﻴﺮ ﻓﻴﻪ ! ﺇﻥ ﺍﻟﺤﻔﻆ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻨﻬﺎﺝ ﺇﻧﻤﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﺤﻔﻆ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﺎﺭﺳﻪ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺘﻠﻘﻮﻥ ﺧﻤﺲ ﺁﻳﺎﺕ ﺃﻭ ﻋﺸﺮﺍً، ﻓﻴﺪﺧﻠﻮﻥ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﺑﺪﺓ ﺣﻘﺎﺋﻘﻬﺎ ﺍﻹﻳﻤﺎﻧﻴﺔ ﻣﺎ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ، ﻓﻼ ﻳﻨﺘﻘﻠﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺮﻫﺎ ﺇﻻ ﺑﻌﺪ ﻧﺠﺎﺣﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﺑﺘﻼﺀﺍﺗﻬﺎ ! ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﻳﺼﻴﺮ ﺣﻔﻆ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻤﺴﻠﻚ ﻣﺸﺮﻭﻉَ ﺣﻴﺎﺓ ! ﻭﻟﻴﺲ ﻣﺠﺮﺩ ﻫﺪﻑ ﻟِﺴَﻨَﺔٍ ﺃﻭ ﺳﻨﺘﻴﻦ، ﺃﻭ ﻟﺒﻀﻊ ﺳﻨﻮﺍﺕ !
ﺇﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻜﺎﺑﺪ ﻣﻨـﺰﻟﺔَ ﺍﻹﺧﻼﺹ ، ﻭﻻ ﻳﺠﺎﻫﺪ ﻧﻔﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺣﺼﻨﻬﺎ ﺍﻟﻤﻨﻴﻊ، ﻭﻻ ﻳﺘﺨﻠﻖ ﺑﻤﻘﺎﻡ ﺗﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﺭَﻏَﺒﺎً ﻭﺭَﻫَﺒﺎً؛ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳُﻌْﺘَﺒَﺮَ ﺣﺎﻓﻈًﺎ ﻟﺴﻮﺭﺓ ﺍﻹﺧﻼﺹ ! ﻭﺇﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺬﻭﻕ ﻃﻌﻢ ﺍﻷﻣﺎﻥ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ﻓﻲ ﺣِﻤَﻰ " ﺍﻟﻤﻌﻮﺫﺗﻴﻦ " ، ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻗﺪ ﺍﻛﺘﺴﺐ ﺳﻮﺭﺗﻲ ﺍﻟﻔﻠﻖ ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ ! ﺛﻢ ﺇﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﺗﻠﺘﻬﺐ ﻣﻮﺍﺟﻴﺪُﻩ ﺑﺄﺷﻮﺍﻕ ﺍﻟﺘﻬﺠﺪ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻤﺰﻣﻞ !
ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﺗﺤﺘﺮﻕ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺠﻤﺮ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﻭﺍﻟﻨﺬﺍﺭﺓ، ﻭﺍﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﻭﺍﻟﻨﻬﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻨﻜﺮ، ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺘﺤﻘﻘﻴﻦ ﺑﺴﻮﺭﺓ ﺍﻟﻤﺪﺛﺮ ! ﺛﻢ ﺇﻥ ﺍﻟﻤﺴﺘﻈﻬﺮ ﻟﺴﻮﺭﺓ ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ، ﺇﺫﺍ ﻟَﻢْ ﻳُﺴْﻠِﻢْ ﻭَﺟْﻬَﻪُ ﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ، ﻭﻟﻢ ﻳﺴﻠﻚ ﺑﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺭﺑﻪ، ﻣﺘﺤﻘﻘﺎ ﺑﺄﺭﻛﺎﻥ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﺃﺻﻮﻝ
ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ، ﻣﺘﺨﻠﻘﺎً ﺑﻤﻘﺎﻡ ﺍﻟﺠﻬﺎﺩ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻠﻪ، ﺻﺎﺑﺮﺍً ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺄﺳﺎﺀ ﻭﺍﻟﻀﺮﺍﺀ ﻭﺣﻴﻦ ﺍﻟﺒﺄﺱ، ﻣﺘﻨـﺰﻫﺎً ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺤﺮﻣﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻄﻌﻮﻣﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﺸﺮﻭﺑﺎﺕ .. ﺇﻟﺦ، ﻭﺍﺿﻌﺎً ﻋﻨﻘَﻪ ﺗﺤﺖ ﺭِﺑْﻖِ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ، ﻓﻲ ﺩﻳﻨﻪ ﻭﻧﻔﺴﻪ ﻭﻣﺎﻟِﻪ، ﻣﺘﺤﻘﻘﺎً ﺑِﺨُﻠُﻖِ ﺍﻟﺴﻤﻊ ﻭﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺣﺎﻝ، ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺗﺮﺩﺩ ﻭﻻ ﺍﺳﺘﺪﺭﺍﻙ؛ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﺣﺎﻓﻈﺎً ﻟﺴﻮﺭﺓ ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ !
ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺍﻟﺤﺎﻓﻆ ﻟﻠﺸﻲﺀ ﻫﻮ ﺍﻟﺤﺎﻓﻆ ﻷﻣﺎﻧﺘﻪ، ﺍﻟﻤﺘﺤﻘﻖ ﺑﺤﻜﻤﺘﻪ، ﺍﻟﻌﺎﻣﻞ ﺑﻤﻘﺘﻀﺎﻩ، ﺍﻟﻤﻜﺎﺑِﺪُ ﻟﻤﺎ ﺗﻠﻘَّﻰ ﻋﻨﻪ ﻣﻦ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻠﻪ !
ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ : ﻛﺘﺎﺏ : ﻫﺬﻩ ﺭﺳﺎﻻﺕ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ .. ﻓﻤﻦ ﻳﺘﻠﻘﺎﻫﺎ؟ ﺑﺘﺼﺮﻑ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﻤﺼﺮﻱ